أكد الله الوصية بالوالدين
في كتابه، وجعل ذلك من أصول البر، التي اتفقت عليها الأديان جميعًا،فوصف الله يحيى بقوله: (وبرًا بوالديه، ولم يكن جبارًا شقيًا) (مريم: 14)وكذلك وصف عيسى على لسانه في المهد: (وبرًا بوالدتي ولم يجعلني جبارًا شقيًا) وكذلك جاء القرآن فجعل الأمر ببر الوالدين بعد عبادة الله وحده، بعد التوحيد . . (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا) (النساء: 36) (أن اشكر لي ولوالديك) (لقمان: 14) (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا) (الإسراء: 23) وبخاصة الأم، فهي التي حملت الإنسان كرها ووضعته كرهًا، وتعبت في حمله وتعبت في وضعه، وتعبت في إرضاعه، ولذلك وصى النبي بها ثلاث مرات، وبالأب مرة واحدة
والقرآن جعل للوالدين المشركين حقًا،
قالت أسماء بنت أبي بكر للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمي زارتني وهي مشركة، أفأصلها ؟ فنزل قول الله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم، إن الله يحب المقسطين الممتحنة: 8) وقال تعالى في سورة لقمان في الوالدين اللذين يجاهدان ويحاولان كل المحاولة لتكفير ولدهما وجعله مشركا بدل كونه مؤمنًا . . يقول الله عز وجل: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفًا) (لقمان: 15)
حتى مع محاولة التكفير والصد عن طريق الله، وعن الإيمان، مع هذا يقول " لا تطعهما " ولكن " صاحبهما في الدنيا معروفًا ".
فهذا ما جاء به الإسلام، أن يكون الإنسان بارًا بأبويه، وإن جارا عليه، وإن ظلماه . . وإن جفواه . . وهذا هو شأن مكارم الأخلاق: أن تصل من قطعك، وتبذل لمن منعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، وتحسن إلى من أساء إليك . هذا في الناس عامة، فكيف في ذوي الأرحام ؟ فكيف بالوالدين؟
ويقول فضيلة الشيخ المنجد في فضل بر الوالدين
أولاً : أنها طاعة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى : ( ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً ) ، وقال تعالى : ( وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيراً )
وفي الصحيحين عن ابن مسعود قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل افضل قال إيمان بالله ورسوله ثم برالوالدين .. الحديث . وغيرها من الآيات والأحاديث المتواترة في ذلك .
ثانياً : إن طاعة الوالدين واحترامهما سبب لدخول الجنة
كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلْ الْجَنَّةَ . صحيح مسلم 4627
ثالثاً : أن احترامهما وطاعتهما سبب للألفة والمحبة .
رابعاً : أن احترامهما وطاعتهما شكر لهما لأنهما سبب وجودك في هذه الدنيا
وأيضاً شكر لها على تربيتك ورعايتك في صغرك ، قال الله تعالى : ( وأن اشكر لي ولوالديك .. ) .
خامساً : أن بر الولد لوالديه سببُ لأن يبره أولاده ، قال الله تعالى
( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) . والله أعلم .
وتتبع معي هاتان القصتان
احد الدعاة كان في زياره لاحدى الدول العربيه
وبينما هو جالس في محطة القطار
شاهد امراه عجوز شارفت على السبعين من العمر
تمسك تفاحه بيديها وتحاول اكلها بما بقي لديها من اسنان
جلس الرجل بجانبها واخذ التفاحه وقطعها واعطاها للعجوز ولذلك يسهل عليها اكلها
فاذا للعجوز تنفجر باكيه
فسالها لماذا تبكين؟؟
قالت:منذ عشر سنوات لم يكلمني احد او يزرني اولادي
فلماذا فعلت معي ما فعلت؟؟؟
قال انه الدين الذي اتبعه يامرني بذلك ويامرني بطاعة وبر الوالدين
وقال لها في بلدي تعيش امي معي في منزلي وهي بمثل عمرك وتعيش كالملكه
فلا نخرج الا باذنها ولا ناكل قبل ان تاكل
ونعمل على خدمتها انا وابنائي وهاذا ما امرنا به ديننا
فسالته وما دينك؟؟
قال:الاسلام
وكان هو سبب في اسلام هذه العجوز...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم)
وتابع هذه القصه
أم عبد الملك – أمريكية – مسلمة - نشرت قصتها مجلة " الدعوة " السعودية
أول مرة سمعت فيها كلمة الإسلام : كانت أثناء متابعتي لبرنامج تليفزيوني ،
فضحكت من المعلومات التي سمعتها ...
بعد عام من سماعي كلمة " الإسلام " استمعت لها مرة أخرى ..
ولكن أين ؟
في المستشفى الذي أعمل فيه حيث أتى زوجان وبصحبتهما امرأة مريضة ..
جلست الزوجة تنظر أمام المقعد الذي أجلس عليه لمتابعة عملي
وكنت ألاحظ عليها علامات القلق ، وكانت تمسح دموعها ..
من باب الفضول سألتها عن سبب ضيقها ،
فأخبرتني أنها أتت
من بلد آخر مع زوجها الذي آتى بأمه باحثا لها عن علاج
لمرضها العضال ..
كانت المرأة تتحدث معي وهي تبكي وتدعو لوالدة زوجها
بالشفاء والعافية ، فتعجبت لأمرها كثيراً !
تأتي من بلد بعيد مع زوجها من أجل أن يعالج أمه ؟
تذكرت أمي وقلت في نفسي : أين أمي؟ قبل أربعة أشهر أهديتها
زجاجة عطر بمناسبة " يوم الأم " ولم أفكر منذ ذلك اليوم بزيارتها!
هذه هي أمي فكيف لو كانت لي أم زوج ؟!
لقد أدهشني أمر هذين الزوجين .. ولا سيما أن حالة الأم صعبة
وهي أقرب إلى الموت من الحياة ..
أدهشتني أمر الزوجة.. ما شأنها وأم زوجها ؟! أتتعب نفسها
وهي الشابة الجميلة من أجلها ؟ لماذا ؟
لم يعد يشغل بالي سوى هذا الموضوع ؟ تخيلت نفسي لو أني بدل
هذه الأم ، يا للسعادة التي سأشعر بها ، يا لحظ هذه العجوز !
إني أغبطها كثيرا ...
كان الزوجان يجلسان طيلة الوقت معها ، وكانت مكالمات هاتفية
تصل إليه من الخارج يسأل فيها أصحابها عن حال الأم وصحتها ..
دخلت يوما غرفة الانتظار فإذا بها جالسة ، فاستغللتها فرصة لأسألها
عما أريد .. حدثتني كثيرا عن حقوق الوالدين في الإسلام
وأذهلني ذلك القدر الكبير الذي يرفعهما الإسلام إليه ، وكيفية
التعامل معهما ..
بعد أيام توفيت العجوز ، فبكى ابنها وزوجته بكاءا حارا وكأنهما
طفلان صغيران ...
بقيت أفكر في هذين الزوجين وبما علمته عن حقوق الوالدين
في الإسلام ...
وأرسلت إلى أحد المراكز الإسلامية بطلب كتاب عن حقوق الوالدين ..
ولما قرأته .. عشت بعده في أحلام يقظة أتخيل خلالها أني أم
ولي أبناء يحبونني ويسألون عني ويحسنون إلي حتى آخر لحظة
من عمري .. ودون مقابل ..
هذا الحلم الجميل جعلني أعلن إسلامي دون أن أعرف عن الإسلام
سوى حقوق الوالدين فيه ...
الحمد لله تزوجت من رجل مسلم ، وأنجبت منه أبناء ما برحت
أدعو لهم بالهداية والصلاح .. وأن يرزقني الله برهم ونفعهم ...