نظام الصعاليك ... هو نظام قديم ... كان سائدا و متعارف عليه ..عند كافة القبائل العربية ...
والشعراء الصعاليك
هم فئة من الشعراء .. .ظهروا في العصر الجاهلي قبل الاسلام .. كانوا لا يتورعون عن القيام بأي فعل .. من شأنه أن يساعدهم ويبقيهم أحياء ..و كلمة صعلوك كما هو معروف .. هي كلمة .. كانت تطلق علي اي فرد ... من أفراد القبيلة ... يقوم بأفعال منكرة ..لا تتفق مع السلوك المتوقع و المتعارف عليه.. لدي افراد القبيلة ..
و بسبب العار الذي يلحقه بها انظمام مثل هذا الفرد بين باقي القبائل .. كانت القبيلة تطرد هذا الشخص .. ولا تعترف به ويصبح (( صعلوكا )).. بسبب ما قد قام به .. من أفعال منكرة لا تقرها وتقبلها .. وبسب هذه العقوبة .. و ضمن هذا الوضع الجديد ... يصبح الشخص هنا ... منبوذا من المجتمع والناس والقبيلة ككل ... لذلك كانت تضيق علي هذه الفئة من الناس ((الصعاليك )) سبل العيش الكريم .. بسبب عدم تقبل الناس للتعامل معهم ... فكانوا يتجهون الي خارج المدينة ..ليكونوا ضمن عدة افراد مجتمعين . فتجدهم يقطعون الطريق و يغيرون علي القوافل يسلبونها وربما يقتلون ويفعلون أفعال أكبر من ذلك ...
صفاة الصعاليك
الصعاليك ايها الاخوة والاخوات ... هم ايضا احد مكونات المجتمع .. رغم عدم أعتراف ونكران الأخير (( المجتمع ))لهم ..الا انهم بالضرورة يشكلون .. فئة وشريحة من شرائح المجتمع القائم في ذلك الوقت ... لذلك لا يمكن ان ننزع الطابع الانساني عنهم بالمطلق .. فقد كان بعض هؤلاء الشعراء يتبنون فلسفة أو قضية أنسانية معينة ... تستطيع ان تلامسها عندما تقرأ اشعارهم التي قالوها .. علي سبيل المثال .. الشاعر تأبط شرا .. فلسفته وطموحه في الحياة هو الصداقة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معني .. أما الشاعر عروة بن الورد فالقضية الانسانية التي تبناها هي أطعام الفقراء والمساكين ..لذلك كان يسرق ويسلب حتي يطعمهم .. وقد أطلق عليه لقب أبو المساكين أو ابو الفقراء
اما اهم مايتميز به الصعاليك كحالة عامة يا اخوان ... فأنهم كانوا عدائين ماهرين لا يشق لهم غبار !!!
فبسبب فقر و حاجة الصعاليك ... وعدم توفر قدر من المال الكافي لديهم ... يكفل لهم شراء فرس أو دابة يركبونها في غاراتهم ... فقد اعتمد أغلبهم ... على خفة حركته وشدة بأسه وتحمله الشديد .. و العدو لمسافات بعيدة وطويلة في طلب الرزق... يساعدهم في ذلك .. سرعتهم في الهروب من تعقب المتعقبين واللحاق بهم ...
كان من بينهم من ضرب به المثل في زمانه ... في سرعة الركض و شدة العدو.. ورويت وقيلت عنه الأقاصيص في ذلك ... من أجل هذا عرفوا وسموا بـ((العدائين))
وقد صار العدو والركض من أهم صفاتهم ومميزاتهم ... التي امتازوا بها عن غيرهم ... حتى
قيل إن الخيل لم تكن تلحق بهم وتدركهم... ونعتوا بأنهم كانوا أشد الناس عدواً ... وانهم لايجارون ركضا و عدواً ... بل انه لايمكن اللحاق بهم ابدا ... !!!
أما عن أبرز اسماء هذه الفئة من الشعراء والذين يعرفون بالشعراء (( الصعاليك )) فهم: الشنفري ...وتأبط شراً ... و السليك بن السلكة ... وعروة بن الورد ... وعمرو بن براق ... ونفيل بن براقة ... والقتال الكلابي ... والاعلم الهذلي اخو صخر الغي الهذلي ... والمنتشر بن وهب الباهلي ... وأوفى بن مطر المازني .. وفضالة بن شريك .. وغيرهم
علي اي حال ... اليوم سوف يكون حديثنا منصبا علي أحد هؤلاء الشعراء المتميزين .. وهو السليك بن السلكة ...
السليك بن السلكة
وليلة جابان كـررت عليهـم **** على ساحة فيها الاياب حبيب
عشـية كدت بالحرامي ناقـة **** بحـيهلا يــدعـــو بها فـتجـيـب
فضاربت اولى الخيل حتى كانما **** اميل عليها ايدع وصبيب
ملاحظة ... الأبيات السابقة .. يصف فيها سليك أحد هجماته وغاراته ..التي أعتمدت علي أسلوب الكر المفضل لديه عندما يغير علي القوافل ويسلبها
اولا ... لابد ان نعرف ان ((السلكة)) الأنثى من أولاد الحجل .. وهو طائر بحجم الدجاجة او اصغر قليلا يمتاز بالسرعة وخفة الحركة ... والذكر منه يسمي سلك .. لهذا سمي سليك بن السلكة
سليك هو شاعر من الفتاك اللصوص ... من صعاليك العرب العدائين الذين كانوا لا يلحقون ولا تعلق بهم الخيل إذا ما عدو ..
ولقد نسيت في اي كتاب قرأت
ان عمـرو بن معد يكرب الزبيـدي ...رضي الله عنه ... وهو فارس اليمن .. ومن فرسان الجاهليةالمعدودين وبطل من أبطال الإسلام المعروفين قال : --> ((اني أتي بالضعينة من الشام الى اليمن لااخشى عليها مالم يقابلني حراها او عبدها
وقصد بالعبدين (( عنترة بن شداد وسليك بن السلكة )) لأن السليك كان أسود اللون ايضا .. وسواء صدقت هذه المقولة ام لا ... فهي تدل على ما لسليك من شجاعة وبطش شديدين
أخبار السليك بن السلكة ونسبه
نسبه:
هو السليك بن عمرو بن يثربي .... وقيل أيضا ان ابوه هو بن عمير بن يثربي ... وليس عمرو ... أحد بني ((مقاعس)) وهو الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
والسلكة ... أمة وهي أمة سوداء ... وكان يغير على القبائل .. لاسيما القبائل اليمانية وقبائل ربيعة ... وكان من العارفين باقتفاء الأثر والقصاصين. ومن العالمين بمسالك الطرق وطبيعة الأرض
وفيما يلي سوف نستعرض للأقوال التي ذكرها وقالها عنه بعض الأدباء والمؤرخين ...
يقول الأخفش عن السكري عن ابن حبيب عن ابن الأعرابي
قال: وفرئ لي خبره وشعره على محمد بن الحسن الأحوال عن الأثرم عن أبي عبيدةقال
أخبرني ببعضه اليزيدي عن عمه عن ابن حبيب عن ابن الأعرابي عن المفضل
وقد جمعت رواياتهم فإذا اختلفت نسبت كل مروي إلى روايه.
يستودع بيض النعام ماء في الشتاء ليشربه في الصيف:
كان السليك بن عمير السعدي إذا كان الشتاء استودع ببيض النعام ماء السماء ثم دفنه .. فإذا كان الصيف وانقطعت إغارة الخيل وأغار. واحتاج إلى الماء ...جاء إلى مواضع البيض ... فاستخرج البيض منها وشرب ما فيه من ماء ... وكان أدل من قطاة - يأتي حتى يقف على البيضة .. اي انه يعرف اين دفن هذه البيضة رغم تغير الظروف المناخية ومرور الزمن عليها ... كان لا يغير على مضر وإنما بغير على اليمن فإذا لم يمكنه ذلك أغار على ربيعة.
صفاته:
قال المفضل عنه ..
كان السليك من أشد رجال العرب وأنكرهم وأشعرهم ... وكانت العرب تدعوه سليك
المقانب ... وكان أدل الناس بالأرض وأعلمهم بمسالكها وأشدهم عدواً على رجليه لا تعلق به الخيل.
وكان يقول: ((اللهم إنك تهيئ ما شئت لما شئت إذا شئت. اللهم إني لو كنت
ضعيفاً كنت عبداً ولو كنت امرأة كنت أمة. اللهم إني أعوذ بك من الخيبة فأما الهيبة فلا
هيبة.)) وهذا دليل واضح علي أنه لا يعرف معني للخوف .. أذ انه حتي بدعائه لم يطلب من الله أزالة عامل الخوف والهيبة من نفسه وقال (( أما الهيبة ... فلا هيبة ... ))
أنباء عن قدرته على الاحتمال:
قال أبو عبيدة:
بلغني أن السليك بن السلكة ... رأته طلائع جيش لبكر بن وائل ... وكانوا جازوا منحدرين سرا ... ليغيروا على بني تميم ... ولا يعلم بهم أحد فقالوا ... : إن علم السليك بنا أنذر قومه وأفسد علينا ...
فبعثوا إليه فارسين على جوادين ... لكي يشاغلونه أو يقبضون عليه ...فلما هايجاه وأقتربا من مكانه ... خرج يمحص كأنه ظبي ... وطارداه سحابة يومه .. وأختفي عن الانظار .. ولم يبقي سوا تتبع أثره علي الأرض
ثم قالا: إذا جاء الليل تعب وأعيا ... ثم سقط أو قصر وتثاقل عن العدو فنأخذه ... فلما أصبحا وجدا أثره قد عثر بأصل شجرة ((فنزعها ))فندرت قوسه فانحطمت فوجدا قصدة منها قد ارتزت بالأرض
فقالا : .. ما له أخزاه الله ... ما أشده ! وهما بالرجوع ... ثم قالا :.. لعل هذا كان من أول الليل
ثم فتر فتبعاه فإذا أثره متفاج قد بال فرغا في الأرض وخدها فقالا :.. ما له قاتله
الله ما أشد متنه ! والله لا نتبعه أبداً فانصرفا... ونمى سليكا بهذه الأخبار إلى قومه ... وأنذرهم بها فكذبوه لبعد الغاية ... فأنشأ يقول
.. أنظروا ياأخوان الي هذه الأبيات الجميلة .. التي يحاور السليك بها قومه .. بعد تكذيبهم له ...
يقول ...
لعمرك ما ساعيت من سعى عاجـز00000ولا أنا بالـواني ففيـم أكذب
ثكلتـكما إن لـم أكـن قـد رأيــتـها000كراديس يهديها إلى الحي موكب
كراديس فيها الحوف_زان وقـومه00000 فوارس همام متى يدع يركبوا
تفاقـدتـم هـل أنـكرن مـغـيرة000000مع الصبح يهديهـن أشـقر مغـرب
يعني الحوفزان بن شريك الشيباني
تفاقدتم: يدعو عليهم بالتفاقد. قال وجاء الجيش واحتطمهم
لماذا لقب بـ(( سليك المقانب))... ؟
المقانب هي الذئاب الضارية المتوحشة.. وقد أردف هذا اللقب بأسم السليك .. نظرا لسلوكه المعتمد علي القسوة والضراوة ..
قال في ذلك فرار الأسدي - وكان قد وجد قوماً يتحدثون إلى امرأته من بني عمها ... فعقرها بالسيف فطلبه بنو عمها فهرب ولم يقدروا عليه - فقال في ذلك:
لزوار ليلى منكم آل برثن 000على الهول أمضي من سليك المقانب
يزورونها ولا أزور نساءهما00000 لهـفى لأولاد الإمــاء الحــــواطــــب
وقال ايضا : -
جزى الله عنا مرة اليوم ما ج_زى000000000شرارالموالي حين يجزي المواليا
إذا ما رأى من عن يميـني أكلباً00000000عـوين عوى مستحـلباً عن شـماليا
ويـسـألني أن كيـف حالي بعـده 00000000على كل شـيء ساءه الدهـر حاليا
وحالي إني سوف أهدي له الخسا000 وأمشي له المشي الذي قد مشى ليا